(الموحدون الدروز) فرقة تبلور ظهورها في أوائل القرن الخامس الهجري ــ القرن الحادي عشر الميلادي ــ وهي فرقة علويَّة النشأة، إسماعيلية فاطمية المشْرَب، تفرع أصلها الطيِّب، من الإمام جعفر الصادق حفيد الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام) الى إسماعيل بن الإمام الصادق الى القائم بأمر الله الى المُعز لدين الله، الى الحاكم بأمر الله الفاطمي، ونظراً لمعاداة الحكَّام لهم فقد تعرّضوا إلى الاضطهاد ليس فقط في الجانب السياسي والحربي بل اعتبرهم بعض وعاظ الطوائف الإسلامية بأنهم مرتدين عن الاسلام، فظهرت العديد من الفتاوى الموافقة لهوى السلاطين وخيال المتعصِّبين ملمِّحة الى اتهامهم بالكفر والرِّدة فتعرَّضوا لحملات اضطهاد ومذابح من قبل المماليك والعثمانيين لكنهم استطاعوا بما تمتعوا به من الإيمان والشجاعة التي يُضربون بها المثل والصبر والإباء العربي الذي يتمتعون به أن يواجهوا تلك القوى الكبيرة عدَّة وحجماً، وقد ساعدتهم في ذلك التجارب والدروس التي استخلصوها من الاضطهادات والوقائع التي مرَّت بهم خلال التاريخ وعرفوا كيف يُواجهونها بالصبر والتقية والجَلَد ولا يزال دورهم قوياً ومؤثراً الى اليوم، وهذا الكتاب (الموحدون الدروز جذوة العروبة والإسلام) أُطروحة علمية ثرية بالمعلومات التي تخصُّ تاريخ وعقائد الموحدين، وهو كتاب نفيس في بابه كما وصفه العلامة الشيخ أبو علي سليمان بودياب، وأنه صدر(..بَعْدَ جِهْدٍ جَهِيدٍ وَبَحْثٍ مُسْتَمِرٍ سَديدٍ، مُؤسَّساً عَلَى مَصَادِرَ وَمَرَاجِعَ مَوْثوقَة واستِشاراتٍ وَثِيقَة مُتحَرِّياً الحَقَائِقَ بأمَانَةِ البَاحِثِ حَتَّى وَصَلَ إلى نَتائجَ وَاضِحَةٍ جَلِيَّةٍ، كَاشِفاً غَوَامِضَ اْلأُمُور، دَاحِضَاً كُلَّ شَكٍّ وَرَيْبٍ في مَا كُتِبَ عنْ اْلـمُوَحدينَ الدّرُوز: تَأريخاً وأَنسَاباً وَمَذْهَباً وعَقيدَةً إِسْلامِيّةً تَوْحِيديَّةً ودِفاعاً وجِهَاداً في إِعْزَازِ العُرُوبَةِ والإِسْلام).