نقدم هذه الدراسة التي كتبَ فصولها الدكتور رضا موسى الحكيم مؤرخاً لتاريخ المرجعية الدينية تبدأ من عصر المجدد الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي (شيراز 1230هـ ــ 1814م/ سامراء 1312هـ ــ 1894م) الذي استعان به المصلح الكبير جمال الدين الأفغاني في قضاياه الإصلاحية، واشتهر كثيراً بفتواه التي حرَّم فيها التبغ في إيران، بدافع حرمان الإنكليز من الامتياز الذي حصلوا عليه من السلطان ناصر الدين عام 1890م، وقد حلل الباحث الكثير من القضايا السياسية التي واكبت عصر المجدد الشيرازي ومن بعده من الفقهاء وصولاً إلى بحثه الأساسي المتمثِّل بدراسة المواقف السياسية لمرجع عصره الإمام السيد محسن الحكيم (النجف 1306هـ ــ 1889م/ النجف 1390هـ ــ 1970م)، والذي كانت له مساهمات في الأحداث السياسية التي عاصرها، ومن ذلك إصدار لفتواه التي اعتبر فيها (الشيوعية كفر وإلحاد) والصادرة في شباط 1960. وهو ممن شهد الثورة المصرية عام 1952م وأفتى بدعم نضالها أثناء العدوان الثلاثي على بورسعيد، وشهد ثورة العراق 1958م فأيَّدها أول الأمر ثم انقلب ضدها، وتميزت علاقته بالأكراد بالدعم والمناصرة، وأفتى بتحريم قتال الأكراد في الوقت الذي خاضت الحكومة العراقية في العهد العارفي حروباً كثيرة ضدهم. مع اثبات الكثير من صور الوثائق التي تخص الموضوع.