
تحرير وتوثيق: محمد سعيد الطريحي
جعفر الخليلي، رائد الصحافة والأدب العراقي الحديث، وُلد في النجف الأشرف عام 1904 وعاش السنين الأخيرة في الأردن، وتوفي في دبي عام 1985، يُعد من أبرز أعلام الثقافة العراقية في القرن العشرين. لقّب بـ”عميد الأدب العراقي”، وقد ترك إرثاً أدبياً وصحفياً وتوثيقياً قل نظيره، تميز بالإبداع في القصة، والريادة في الصحافة، والحرص على حفظ الذاكرة الثقافية العراقية.السيرة الخليلية
السيرة الخليلية
قام الباحث العراقي محمد سعيد الطريحي بتوثيق حياة الخليلي من خلال موسوعة ضخمة بعنوان “السيرة الخليلية”، أنجز مرحلتها الأولى التي ضمّت اثني عشر جزءًا وبلغت صفحاتها أكثر من 7000 صفحة، نُشرت ضمن مجلدات موسوعة “الموسم” (من 211 إلى 220). احتوت هذه الموسوعة على تفاصيل دقيقة عن حياة الخليلي، أعماله، علاقاته، مساهماته الثقافية، رسائله، وأرشيفه الشخصي.
أبرز محاور السيرة:
• السيرة الذاتية والأدبية: تتضمن تحليلاً لشخصية الخليلي، وتوثيقًا لدوره الريادي في الأدب والصحافة.
• الصحف التي أصدرها: وأبرزها جريدة “الهاتف” التي كانت منبرًا ثقافيًا كبيرًا.
• الأسرة والنسب : رصدٌ تاريخي لعائلة آل الخليلي وأدوارها الدينية والطبية والعلمية.
• كتبه ومؤلفاته المطبوعة والمخطوطة.
• مراسلاته: تضم أكثر من ألف وثلاثمائة رسالة تُنشر لأول مرة مع شخصيات أدبية وفكرية من العراق والعالم العربي. وتعتبر وثائق ثمينة تتضمن أسرار الادباء ومباحثاتهم وتلقي الأضواء على حياتهم ومن هؤلاء الأعلام: (الشيخ جواد الشبيبي ميخائيل نعيمه، أحمد الصافي النجفي، وجورج صيدح، الياس فرحات، محمد علي الطاهر، الدكتور أحمد مطلوب، فيصل حسون، الدكتور عبد اللطيف حمزة، الشيخ علي الشرقي، الدكتور مصطفى جواد، الدكتور عبد الحق فاضل، الأستاذ ذو النون أيوب، يونس بحري، اسكندر حريق، الدكتور رشيد معتوق، روكس بن زايد العزيزي، ووديع فلسطين، وعجاج نويهض، ووديع فلسطين، ووديع رشيد الخوري، ورشاد دارغوث، ومحمد عبد الغني حسن وعبد القادر القط، وعبد السلام العجيلي، الشاعر القروي، الشيخ جلال الحنفي، الدكتور صفاء خلوصي، الياس قنصل، الدكتور مصطفى الشكعة، الدكتور عيسى الناعوري، الدكتور محمد عبد الغني حسن، الشيخ حسين الخطيب، عبد الفتاح عبد المقصود، السيد محمد الحسن، الأستاذ محمد حامد آل عباس، الأستاذ فيصل حسُّون، الأستاذ كعدي فرهود كعدي، الدكتور احسان حقّي، الأستاذ عبدالله يوركي حلَّاق، صبيح الغافقي، علي نصوح الطاهر، الدكتور العوضي الوكيل، قاسم الخطاط، الأستاذ عبد اللطيف يونس، الأستاذ عبد السلام العجيلي، عبود الشالجي، ناجي جواد الساعاتي، يوسف أسعد داغر، الدكتور بدوي طبانة وغيرهم..).
• ملف الإصلاح الديني: ويضم عشرات النصوص والاطاريح. إذ عُرف الخليلي بمواقفه الإصلاحية والدعوة للتجديد في الدراسات الدينية وقاد حملة من أجل الإصلاح والتوعية الفكرية ونبذ العادات المسيئة، مع جيل من الكتاب والباحثين المتنورين الذين كانوا يدرسون في الحوزة العلمية في النجف منذ الثلاثينيات (من القرن الماضي) من أمثال حسين مروة ومحمد شرارة ومحمد جواد مغنية وغيرهم، وتعرض لأجل ذلك لمحاولة الاغتيال لكنه واصل المسيرة بصبر وإخلاص.
• مقالات الخليلي المطبوعة والمخطوطة، بالإضافة الى ديوانه اشعري وترجماته.
• شهادات كبار الأدباء فيه: مثل ميخائيل نعيمة، الجواهري، وديع فلسطين، وصفاء خلوصي.
• أعماله الأدبية: من بينها “هكذا عرفتهم”، “قرى الجن”، و”العتبات المقدسة”.
• مواقفه الوطنية والفكرية : وخطبه ومقالاته المرتبطة بفلسطين والهوية الثقافية.
• مراثٍ أدبية من أعلام الأدب والفكر.
• أعمال نقدية تناولت فكره وأسلوبه في القصة واللغة والترجمة.
إن “السيرة الخليلية” كما دوّنها المؤرخ الطريحي لا تمثل سيرة شخص فقط، بل تُعد موسوعة ووثيقة تاريخية لا غنى عنها لكل من يهتم بتاريخ العراق الثقافي ومرجعًا فريدًا للباحثين والمهتمين بتاريخ الأدب العراقي، وتكشف عن شخصية أدبية موسوعية كان لها أثر عميق في الفكر والثقافة في العراق والعالم العربي.