الرئيسية > المنشورات > الكتابات الإسلامية في الهند

الكتابات الإسلامية في الهند

فهرس لكتابات الإسلامية في الهند
Index


اضغط هنا لقراءة الفهرس

فهرس لكتابات الإسلامية في الهند
Index


اضغط هنا لقراءة الفهرس

أطلس الخطوط والكتابات الإسلامية في الهند

تتميز المجتمعات الحضارية بالتلاقح الفكري والفني على السواء، وبانتقال الأثر من مكان إلى آخر والحضارة الإسلامية العربية لم تكن حبيسة المنطقة العربية التي ظهر فيها الإسلام، بل انتقلت من مكان إلى آخر وبطرق عديدة منها الفتوح والبعثات وغير ذلك، لذلك نجد اليوم كماً كبيراً من الآثار الإسلامية والعربية في إسبانيا وغيرها من البلدان.

والهند كانت حاضرة ليس للآثار الإسلامية، بل كانت حاضرة إسلامية مميزة، فقد عاش الهنود فترات ازدهار الإسلام، وخرجت الهند عدداً كبيراً من العلماء الأجلاء الذين تركوا أثراً واضحاً في مسيرة الإسلام الفكرية، وهؤلاء لم يأخذوا حقهم. وعن طريق العرب والمسلمين القادمين، أو عن طريق أبناء الهند الذين حملوا الإسلام ولغته وفنه روحاً وفكراً كانت الهند غنية بالخطوط واللوحات والكتابات التي تمثل الجانب الفني الأرقى في المجتمع الإسلامي العربي، وذلك لأن الفن في الحضارة العربية أخذ منحى بعيداً عن التشخيص ، فكانت الكتابة ميداناً واسعاً للفن، ومثّل الخط العربي أجمل اللوحات الفنية.. وهذا الفن لا يزال ماثلاً في الصروح المعمارية التي لا تزال قائمة مثل قصر باغ، وضريح الملك صفدر جنك ومسجد شاه عالم، ومسجد بهانبور ومسجد بانيهور وغيرها، كما أن هذه الخطوط والكتابات موجودة في بعض الآثار التي عثر عليها في أثناء التنقيب عن الحفريات.

وفي إطار سعيه لتوثيق ما يتعلق بالهند ضمن سلسلة دائرة المعارف الهندية قدّم الأستاذ محمد سعيد الطريحي المشرف العام على هذه السلسلة والمعني بها ما يتعلق بالخطوط والكتابات في مجلد ضخم، ضمّ إضافة للمقدمة: العمارة الإسلامية في العصر المغولي، التأثير الإسلامي على فن العمارة، العمارة والفنون بين فارس والهند، المساجد، قصور وحدائق، التصوير والعمارة والكتابات التذكارية، الكتابات الأثرية العربية، السجاد الهندي، خط اليد وغيرها من الأبواب التي تجعلنا مشدوهين أمام هذا الكم من الآثار الكتابية والخطوط العربية المنثورة في كافة أرجاء الهند، وأهمية مثل هذا الأطلس تكمن في إبراز نقاط التلاقي بين الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الهندية وتحديد القيمة الفعلية التي اكتسبتها الحضارة الهندية من العرب الذين دخلوها ذات يوم، ولكن هذا الكتاب يدفعنا للغوص عميقاً في دراسة التأثر والتأثير بين الحضارتين العربية والهندية، ولمزيد من الدراسة فيما تبقى لحضارتنا على أرض الهند من آثار وبقايا إنسانية فاعلة.

وقد مكننا الأستاذ الطريحي بمعرفته العميقة في الحضارة الهندية والهند من اكتشاف ذواتنا التي انزرعت في تلك البلاد فأخرجت عِلماً وفناً عظيمين.

((اسماعيل مروة: جريدة الوطن / سوريا ، السنة 3 العدد 674 الثلاثاء 23 حزيران 2009 / 30 جمادى الآخرة 5430.))